تقع الصومال في منطقة القرن الأفريقي تحدها من جهة الشمال الغربي جيبوتي، ومن الجنوب الغربي كينيا، ومن الشمال خليج عدن واليمن، ومن الشرق المحيط الهندي، ومن الغرب إثيوبيا.
يعد الصومال أحد أكثر الدول معاناة من المجاعة في العالم، بسبب وجوده في مجال مناخي جاف يتميز بتناقص حاد في معدل الأمطار السنوية لسنوات متتالية، ما يؤثر على الأنهار والآبار فيجعلها تجف، إضافة إلى نفوق الماشية التي تعتمد عليها نسبة كبيرة من السكان.
عانى الصومال لنحو قرن كامل من مجاعات قاسية قتلت وشردت ملايين الأشخاص، من أشهرها مجاعات 1964 و1992 و2011. يضاف إلى الجفاف والمجاعة عقود من النزاع والصدمات المناخية المتكررة وتفشي الأمراض بشكل متكرر والفقر المتزايد الذي يؤثّر على حياة الصوماليين.
يواجه 6.5 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد وسط أكثر الظروف جفافاً منذ 40 عامًا.
ويواجه ما مجموعه 1.84 مليون طفل دون سن الخامسة سوء تغذية حاد. أُجبرت أعداد كبيرة من الناس على ترك منازلهم، مع نزوح أكثر من 1.5 مليون شخص بسبب الجفاف منذ بداية أزمة المناخ.
التقى فريق إنساني في حملاته الإغاثية التي يقوم بها في الصومال ب آدم حسين وأسرته، يقول آدم واصفاً رحلة نزوحه: نزحتُ وأسرتي من مدينة بيدوا إلى مدينة مقديشو مشينا لمدة ثلاثة أيام متواصلة، الحمدلله وصلنا أخيراً إلى بيت زوج ابنتي وحالياً نقيم معهما، لكن البيت صغير ولايسعنا جميعاً أضف إلى ذلك تردي الحالة المادية والمعيشة لنا جميعاً". (اضغط لمشاهدة الفيديو)
هناك الآلاف من الأسر الصومالية كآدم وأسرته ممن نزحوا إلى مقديشو والمدن الصومالية الأخرى بحثاً عن حياة أفضل ولكن معاناتهم لاتنتهي بمجرد وصولهم لأنهم يواجهون تحديات أشد صعوبة كتوفير المسكن والمأكل والبحث عن عمل يسد احتياجاتهم.
تستدعي الظروف القاسية التي يواجهها الصومال تبني حلول شاملة ومستدامة. يجب على المجتمع الدولي دعم الصومال في تطوير استراتيجيات فعّالة لإدارة الموارد المائية وتحسين البنية التحتية الريفية. كما يلزم التركيز على تنويع مصادر الدخل وتعزيز التعليم الزراعي لتمكين المجتمع من مواجهة التحديات البيئية. بالإضافة إلى ذلك، يتعين تعزيز الشراكات بين الحكومة الصومالية والمنظمات الإنسانية لتعزيز التنمية المستدامة والتكيف مع التغيرات المناخية.