تتشكل شخصية الأطفال على إيقاع الخبرات والتجارب التي يعيشونها، ومن بين العوامل الرئيسية التي تسهم في تشكيل هذه الشخصية بطريقة إيجابية يبرز فعل العطاء. إن إشراك الطفل في تجارب العمل الخيري يعزز نموه الشخصي بطرق لا تقتصر على تطوير المهارات الفردية، بل تتعدى ذلك إلى بناء قيم وسمات تميزه كشخص. في هذا السياق، يكمن دور العطاء في تحفيز فهم الطفل للعلاقة بين فعل العطاء وتطوير شخصيته بشكل يخدمه ويخدم المجتمع من حوله.
كيف يساهم العطاء في تنمية شخصية طفلك؟
من خلال المشاركة في الأعمال الخيرية، يتعلم الطفل قيم الرحمة والتعاطف تجاه الآخرين، مما يسهم في تكوين شخصية متفهمة ومتسامحة. كما يعزز العطاء الشعور بالانتماء للمجتمع ويعمق فهم الطفل لمسؤوليته تجاه المجتمع الذي يعيش فيه. علاوة على ذلك، يسهم العمل الخيري في تطوير مفهوم العدالة والمساواة لدى الطفل، مما يؤثر إيجابياً على قيمه الشخصية وتصرفاته المستقبلية.
ويشير خبراء علم النفس إلى أن تدريب الأطفال الصغار على المشاركة في الأعمال الجماعية، سواء كانت نشاطات أو ألعابا أو أعمالا تطوعية، يلعب دورا هاماً في تنمية مهاراتهم الاجتماعية ويساعدهم على كسب قيم إيجابية كالتعاون وتقبّل الآخر وتقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد، ويخلصهم من الأنانية وحب الذات.
كيف أعود طفلي على العطاء:
تعتبر تربية الأبناء على العطاء والمشاركة في المشاريع الخيرية مسؤولية مشتركة بين الأهل والمجتمع. من خلال توجيههم نحو مبادئ تعزز لديهم هذه القيمة، إليك بعض النصائح التي تساعدك لتعويد طفلك على العطاء:
* المثال الحي:يعتبر تقديم الوالدين لمثال حي أمام الأطفال أحد أقوى وسائل التأثير. من خلال المشاركة الفعّالة في الأعمال الخيرية، يكتسب طفلك فهمًا أعمق للعطاء ويتأثر بقيمه.
* التوجيه والشرح: يتطلب تعويد الأطفال على العطاء توجيههم وشرح فوائد المساهمة في المشاريع الخيرية. يمكنك استخدام قصص وأمثلة لتوضيح الأثر الإيجابي للعمل الخيري على المجتمع.
* المشاركة في فعاليات خيرية: شجع طفلك على المشاركة المباشرة في فعاليات خيرية فذلك يسهم في توسيع أفقه وتعزيز الروح الاجتماعية والتفاعلية لديه. مثل:
1. جمع الألعاب والكتب غير المستخدمة لتوزيعها على الأطفال المحتاجين.
2. إقامة حملة لجمع الملابس الزائدة وتوزيعها على الأسر المحتاجة.
3. تنظيم حدث خيري في المدرسة لجمع التبرعات للمشاريع الإنسانية.
* شجع طفلك وأثني عليه: يجب أن يكون التشجيع والتقدير أدوات مستمرة لتدعم تصرفات طفلك الخيرية، مما يعزز لديه الرغبة في الاستمرار في هذا النهج.