الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي فريضة دينية واجبة على كل مسلم يملك النصاب،
وتمثل في المجتمع نظاماً اقتصادياً واجتماعياً يهدف إلى تحقيق العدالة والتكافل.
قال تعالى:( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين).
الزكاة ليست عبادة فرضت على المسلمين فحسب، بل هي وسيلة لتطهير المال والنفس من الشح والطمع. تُخرج في الزكاة نسبة محددة من المال لتُعطى للمحتاجين والفقراء، مما يعزز من التكافل الإجتماعي ويسهم في بناء مجتمع قوي تتحقق فيه المساواة والعدالة.
تهتم إنساني العالمية بإعطاء كل ذي حقه وتتيح لكم دفع زكاة أموالكم للفقراء والمساكين، مجسدةً بذلك روح التعاون المشترك.
بفضل دعمكم، نساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك ينعم بالعدالة والرخاء.
انضموا إلينا في تحقيق التغيير الإيجابي والتأثير الفعّال في حياة المحتاجين.
مكانة الزكاة وأثرها الإجتماعي
تحتل الزكاة مكانة رفيعة ومنزلة سامية في شريعتنا الإسلامية، فهي ركن من أركان الدين الإسلامي الأساسية وشعيرة من شعائره الكبرى.
قال رسول الله ﷺ: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً.
إن أداء الزكاة يتجاوز العطاء المادي ليصبح وسيلة من أجل تحقيق التكافل والتضامن الإجتماعي، وذلك لأنها تسهم في تحقيق التوازن في المجتمع من خلال ضمان توزيع المال بشكل عادل فهي تأخذ من أموال الأغنياء لتعطى للفقراء والمحتاجين، مما يساهم في تقليص الفجوة الإقتصادية بينهم، هذا التوزيع العادل يعزز من شعور الإنتماء والوحدة بين الأفراد، فلا يشعر أحد منهم بالحرمان أو التهميش.
وبالإضافة إلى الدور الإقتصادي للزكاة في المجتمع الإسلامي، تعمل أيضاً على تنقية النفس من البخل والجشع، وتزرع في القلوب فضائل السخاء والكرم، فهي تذكر المسلم بأهمية مساعدة الآخرين وتقدير نعمة الله عليه، كما أن إخراج الزكاة يعزز من بركة المال، حيث أن المال الذي يُنفق في سبيل الله يُعاد على صاحبه أضعافاً مضاعفة في الدنيا والآخرة.
إن الإلتزام بأداء الزكاة يعكس فهماً عميقاً لمبادئ الإسلام وبالتالي ينهض بمجتمعنا ليصبح مجتمع متكامل ومتراحم لايرى فيه ضعيفاً ولامحتاجاً.
مفهوم الزكاة وفئات المستحقين وفق الشريعة الإسلامية
الزكاة لغةً: هي النماء والزيادة.
شرعاً: هي الصدقة المفروضة بقدر معين من المال.
وتعد الزكاة فريضة إسلامية لمن يمتلكون النصاب، وتتمثل في تخصيص نسبة من المال للفقراء والمحتاجين، بهدف تعزيز العدالة الإجتماعية.
وكذلك حددت الشريعة الإسلامية المستحقين للزكاة في ثمانية فئات وفقاً لما جاء في القرآن الكريم، تحديداً في سورة التوبة قال تعالى:( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين في سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم).
وهذه الفئات هي:
- الفقراء: الذين لا يملكون ما يكفيهم من المال لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
- المساكين: الذين لديهم بعض المال لكن لا يكفيهم لتلبية احتياجاتهم الضرورية.
- العاملون عليها: الذين يتولون جمع الزكاة وتوزيعها ويستحقون أجراً على عملهم.
- المؤلفة قلوبهم: الذين يُعطون من الزكاة لدعمهم وتقريبهم إلى الإسلام.
- العبيد والمعتقون: الذين يسعون لتحرير أنفسهم من العبودية.
- الغارمون: الذين يتعرضون لدين شديد ويحتاجون إلى مساعدة لسداد ديونهم.
- في سبيل الله: الذين يجاهدون في سبيل الله أو يعملون في مشاريع خدمية تدعم قضايا إسلامية.
- ابن السبيل: المسافرون الذين نفد منهم المال أثناء رحلتهم ويحتاجون إلى مساعدة للعودة إلى ديارهم.
فهكذا يجب أن تصرف الزكاة بشكل صحيح وتعطى لمستحقيها من أجل تحسين حياتهم وبالتالي تعزيز الإستقرار والتماسك الإجتماعي.
أثر الزكاة في تعزيز التكافل الإجتماعي
تلعب الزكاة دوراً كبيراً في تعزيز التكافل الإجتماعي، حيث تعتبر وسيلة فعالة لتحقيق العدالة الإجتماعية في المجتمع.
أثر الزكاة في المجتمع يظهر بالمسؤولية التي يشعر بها الجميع اتجاه بعضهم البعض، وبالتالي تساهم الزكاة في تعزيز الروح التعاونية الأفراد.
أثر الزكاة على تعزيز التكافل الإجتماعي يمكن تلخيصها بعدة نقاط أساسية، نذكرها كما يلي:
- سد احتياجات الفقراء: توفر الزكاة الدعم المالي للفقراء والمحتاجين، مما يساعدهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية.
- تعزيز التعاون المجتمعي: تساهم الزكاة في تعزيز روح التعاون والمشاركة بين أفراد المجتمع، حيث يتكاتف الجميع لدعم بعضهم البعض.
- تشجيع العمل الخيري: تشجع الزكاة العمل الخيري وتحث على المساهمة في المشاريع التنموية التي تفيد المجتمع ككل.
- بناء الثقة بين الطبقات المختلفة في المجتمع: تسهم الزكاة في بناء الثقة والتفاهم بين الأغنياء والفقراء، مما يخلق مجتمعاً يسوده الإحترام المتبادل والمحبة.
- تنمية القيم الأخلاقية: تعزز الزكاة من القيم الأخلاقية مثل الكرم والإيثار والرحمة، مما يسهم في بناء مجتمع يقوم على العدل والمساواة.
هذه النقاط توضح كيف تسهم الزكاة في تعزيز التكافل الإجتماعي لبناء مجتمع مترابط ومستقر.
دور الجمعيات الخيرية في توزيع الزكاة
تساهم الجمعيات الخيرية في توزيع الزكاة نيابة عن معطيها، وتعمل على تأديتها عنهم بالوجه المطلوب، سعياً منها لتحقيق الأهداف المرجوة للزكاة مساهمةً بذلك في بناء مجتمع قوي ومتراحم يسوده العدل والمساواة.
نذكر بعض الأدوار التي تقوم بها الجمعيات الخيرية في توزيع الزكاة على مستحقيها:
- تحديد المستحقين: تقوم المؤسسات الخيرية بتحديد الأفراد والأسر المستحقة للزكاة بناءً على معايير محددة مثل الفقر، المرض، والحاجة، مما يضمن وصول الزكاة إلى من هم في أمس الحاجة إليها.
- تنظيم عمليات التوزيع: تسهم كذلك في تنظيم عملية جمع وتوزيع الزكاة، حيث تتعاون مع المتبرعين لجمع الأموال وتوزيعها بشكل عادل وشفاف.
- ضمان الشفافية والمصداقية: تعمل المؤسسات الخيرية على تعزيز الثقة بين المتبرعين والمستفيدين من خلال توفير تقارير وبيانات دقيقة حول كيفية توزيع الأموال واستخدامها.
- التوعية والتثقيف: تقوم المؤسسات بحملات توعوية لزيادة وعي المجتمع بأهمية الزكاة وضرورة المساهمة فيها، مما يعزز من حجم التبرعات ويزيد من تأثيرها.
وبذلك تحقق المؤسسات الخيرية مبغاها في توزيع الزكاة وتضمن وصولها إلى الفئات الأكثر حاجة بإنصاف وشفافية.
تقوم إنساني العالمية في إدارة الزكاة بطرق مبتكرة وفعّالة، حيث تتبنى أساليب متقدمة في تحديد المستحقين وتوزيع الزكاة، وتعمل أيضاً على تقديم تقارير شفافة إلى المتبرعين لضمان المصداقية والشفافية في العمل.
تستطيعون أداء زكاتكم المطلوبة بالتواصل مع إنساني العالمية، والتي تضمن لكم وصولها إلى الفئات المحتاجة مساهمين بذلك في دعمهم ومساندتهم لتحقيق الأجر والثواب.