أدى النزاع المستمر في سوريا منذ عام 2011 إلى تدهور حالة الأمن والاستقرار في البلاد، مما أجبر الكثير من السوريين على مغادرة منازلهم ومواجهة واحدة من أكبر أزمات اللجوء في العصر الحديث.
يعيش اليوم آلالاف السوريين في مخيمات اللجوء في كل من شمالي سوريا والأردن ولبنان وتركيا هذه المخيمات لا توفر الحد الأدنى من شروط الحياة الإنسانية.
الشتاء ضيف ثقيل على الأسر السورية النازحة
مع بداية فصل الشتاء، تبدأ مشكلات اللاجئين بالتفاقم، حيث تتسرب مياه الأمطار إلى خيمهم المتهالكة وغرفهم الصفيحية. في بعض الأحيان، تغمر المياه بعض الخيم وتدمر أخرى، مما يضطر العائلات إلى الانتقال إلى خيم أقاربهم، حيث يتجاوز عدد الأشخاص فيها القدرة الاستيعابية للخيمة، وذلك في ظل نقص وسائل التدفئة. ومع انخفاض درجات الحرارة، يتزايد خطر تعرض الأطفال للإصابة بأمراض البرد.
تؤدي هذه الظروف المناخية القاسية إلى تدني مستوى المعيشة في المخيمات، حيث يتعرض النازحون للبرد والرطوبة، إلى جانب صعوبة الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والشراب والكهرباء والوقود للتدفئة والإضاءة.
احتياجات النازحين في مواجهة فصل الشتاء القاسي
في فصل الشتاء، تزداد احتياجات اللاجئين في المخيمات بشكل كبير نظراً لتعرضهم لظروف بيئية قاسية فيما يلي نسرد أهم تلك الاحتياجات الأساسية:
1. التدفئة والوقود: يجب توفير وسائل التدفئة والوقود مثل الحطب أو الوقود الصديق للبيئة للمساعدة في الحفاظ على درجات الحرارة في المخيمات.
2. ملابس دافئة: يحتاج اللاجئين وخصوصاً الأطفال إلى ملابس شتوية مثل معاطف وسترات وأحذية دافئة وقفازات وأوشحة للحماية من البرد.
3. السلل الغذائية: يجب ضمان توفير احتياجات الغذاء الأساسية التي تكفي احتياجات الأسرة لمدة معينة، وتأمين وجبات ساخنة ومغذية تُعين اللاجئين خلال الأيام الباردة.
4. الرعاية الصحية: يزداد خطر الإصابة بأمراض تنفسية في فصل الشتاء، لذا يجب توفير الرعاية الصحية اللازمة والأدوية للمصابين.
5. توفير مصابيح الإنارة: نظراً للأيام القصيرة والظروف المظلمة في فصل الشتاء، يجب توفير إضاءة كافية داخل المخيمات.
6.عوازل مطرية: تُعدُ العوازل المطرية من الضروريات التي يحتاجها النازحون لحماية مُخيماتهم من التلف بسبب التعرض للأمطار خلال فترة الشتاء.
7.بطانيات وفرشات:إن البطانيات والفرشات من الأمور المُهمة التي تخفف على اللاجئين عبء البرد القارس والتي تساعد في زيادة تدفئتهم، ويعد توفيرها من الأمور الهامة والضرورية.
تلبية هذه الاحتياجات يتطلب تعاون منظمات الإغاثة الدولية والحكومات المحلية والمجتمعات المحلية. يتعين على الجميع العمل معًا لضمان سلامة ورفاهية اللاجئين والنازحين خلال فصل الشتاء.
كيف تستجيب انساني لتخفيف معاناة اللاجئين في فصل الشتاء
إن الدور الفعّال الذي تلعبه المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية في مساعدة اللاجئين في فصل الشتاء له تأثير كبير على تحسين ظروف حياتهم وتقديم الرعاية والدعم اللازم.
نجدّد العهد هذا العام بمساعدة اللاجئين ونؤكد على أهمية تقديم الدعم والمساعدة للسوريين خلال هذا الفصل الشتوي البارد.
فلنتذكر دائماً أن الإنسانية لا تعرف حدوداً، وأن يد العون تمتد لتشمل كل الذين يعانون.
لذلك، دعونا نتحد جميعًا ونساهم بما نستطيع لجعل هذا الشتاء أدفأ وأكثر أماناً للسوريين ولكل اللاجئين.