إن أهمية مساعدة المحتاجين تظهر بوضوح في تحقيق العدالة وتوزيع الثروة بشكل متوازن في المجتمع. تسهم هذه المساعدة في تخفيف العبء عن أكتر من شريحة محتاجة، وتعزز من فرص تحسين ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل مساعدة المحتاجين على تعزيز التضامن الاجتماعي وتعبئة الجهود المشتركة لبناء مجتمع أفضل وأكثر استقراراً.
من خلال هذه المساعدة، يمكن تحقيق توازن أكبر في الاقتصاد وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتوفير فرص أفضل للأفراد الذين يواجهون صعوبات مالية. كما يمكن لمساعدة المحتاجين أن تعزز القيم الإنسانية مثل الرحمة والتعاون والتضامن.
أكد ديننا الإسلامي الحنيف على أهمية مساعدة المحتاجين والفقراء، وأشار إلى ذلك بوضوح في الكتاب الكريم والسنة النبوية. والأدلة على ذلك كثيرة جداً.
ففي سورة البقرة يقول الله تعالى: "وَأَقِيمُوا الصّلَاةَ وَآتُوا الزّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ ۗ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ" (البقرة: 110)
وهذه دعوة لجميع المسلمين ليأدوا الزكاة المفروضة في أموالهم وهي حق للفقراء، و أن كل خير تقدمونه لأنفسكم تجدون ثوابه عند الله -تبارك وتعالى- مرصوداً موفوراً في آخرتكم، إن الله تعالى بصير بكل أعمالكم، وسيجازيكم عليها.
وفي السنة النبوية يوجد العديد من الأحاديث التي تحثُنا على مساعدة الآخرين، وتشجعنا على ذلك، نذكر منها: قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن نَفَسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُنْيَا، نَفَسَ اللَهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَرَ اللَهُ عليه في الدُنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَهُ في الدُنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ).
وفي هذا الحديث حثٌّ ديننا على عددٍ من الأعمال التي يساعد فيها المسلم أخاه المسلم، وهي المساهمة في تفريج كربات من ضاقت عليه الدُنيا، وتأجيل المدين الفقير حتى يرزقه الله -سبحانه وتعالى-، والسَتر على أخطاء النَاس، وكان الجزاء من جنس العمل في الدُنيا والآخرة.
هناك العديد من الأفكار المتنوعة التي يمكن استغلالها لمساعدة المحتاجين والفقراء:
2. توفير ملابس وأغطية: جمع الملابس والأغطية الزائدة وتوزيعها على الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية من البرد وخصوصاً للأسر النازحة التي تسكن الخيم.
3. تعليم المهارات: عرض تدريبات مجانية للمحتاجين على مهارات مثل البحث عن وظيفة، أو تعليم مهارات حرفية تساعدهم في العثور على وظائف أو تأسيس أعمالهم الخاصة.
4. دعم التعليم: توفير الكتب المدرسية والمواد التعليمية للأطفال من العائلات ذات الدخل المنخفض.
5. مشروعات مشتركة: تنظيم مشروعات تعاونية تسمح للأفراد بالمشاركة في تأسيس مشاريع صغيرة تساعدهم على زيادة دخلهم.
6. دعم الرعاية الصحية: توفير خدمات طبية مجانية أو تخفيضات في التكاليف الصحية للفقراء.
7. دعم الرعاية النفسية: توفير خدمات استشارة نفسية ودعم عاطفي للأفراد الذين يعانون من صعوبات نفسية.
إن مساعدة المحتاجين ليست مجرد واجب ديني وإنساني بل هي ركيزة أساسية في بناء المجتمعات المزدهرة. إن التعاطف مع الآخرين وتقديم المساعدة للمحتاجين تعكس أعلى معاني الإنسانية والتضامن الاجتماعي.